عندما تـغني الزهـور‎







عندما تـغني الزهـور










إن للورد حكآية ورواية قد لايقرئها أي مخلوق …






ولها جمالا يتغنى به الشعراء … وتقر به أعين الباصرين





كما أن للنحل أعين ترى بهما رحيق الورود لا يملكها أي مخلوق …











ومع إشراقة شمس الأيام …





تصحوا وردتنا … وتتفتح وتنشر رحيق عطرها الفواح …
وتطرب لأهازيج الطيور … وسرور العابرين
…ومع غياب النور … تضم أوراقها إلى حضنها لترقد بسلآم …








ومع صبيحة يوم جديد … أشرقت وردتنا …
أشرقت والأسى يسكن في قلبها الحاني …
لموت وردة قد سكنت في بلادها المزهر …
ماتت بلا ذنب وبلا سابق انذار …
قتلت !!!
من قتلها .. وقتل جمالها …!!




{ شـوكــــة } !




قتلتها شوكة دامية !
شوكة شاذة الفكر قبيحة المظهر
شوكة جرت معها سلسلة الأشواكـ الجارحة
لتنموا على فكر آبائها الأولين !
شوكة العصبية و التعصب …!











شوكة همجية ابت الموت في زمن الزهور !
شوكة لم تزهر في فصل الربيع !
شوكة أدمت ماسكيها !
تبا لها وتبت حتى آخر المتب و المسب !
لاجملا و طهرا ولا نفعا … سوى أنها وقادة للحطب !
تقتل الزهور … وتبكي الطيور … وتنزع من الوجه السرور …















وبعدها … نرى سحابة تأبى للمطر السقوط ..





تكبرا !
أم خجلا !
أم حرمانا !







لا أعلم لما ..!





ويحرم الورد من معانقة الماء ليعيش ويرتوي زهرا …





ويتهيه في حرارة الجفاف …





ومن الدنيء الإنجراف …





وربما تحولت وردتنا إلى نبتة ذات إنحرآف !





وتتقبل كل مايسكب من ماء دنيء لأجل أن تروي به عطشها …





وتعيش على سرآب ماء العابرين !





لأن السحابة قد منعتها من المطر !!!…




فنرى الورود تتساقط ..
والعروق تجف و تتهالكـ ..
وورد حدائقنا في تطاير ونقص …
ورصاصات القسوة مفخخة بقنابل الموت تتناثر ..
يمنة ويسره لتقتل وردة قد مالت قليلا لضعف عودها وعدم قوة ترتبها …
ولكونها تميل في هذا الفصل …
فتقتل هذه !
وتجرح هذه !
وآخرى عن الشمس اخفيت !

و بعد مغيب دفئ الشمس الحاني …
تبدأ الأوراق في ذبلان …
والعروق في ضعف وخذلان …
ونورها في انطفاء و نقصان …
ظلمة تتبعها ظلمة إلى اختفاء الألوان …
سواد يتبعه سواد …
عائشة .. لكنها ليست عائشة !
هي للأموات حينئذ أقرب ..
فبقيت وردة بلآ روح …
ورقعة مليئت بالجروح …

وما ذنب طفل روحه طاهرة كملكـ أبيض جميل …
يرى هذا القبح من المنظر …
وما ذنب أجيال و بذرآت قد دفنت تحت ترآب دافئ …
لتخرج جميلة مزهرة …
ريحقها شفاء للهموم … ومنظرها يسر الناظرين …
وصوتها للنحل مناديا : هلموا إلي هلموا إلي …
هلموا وأعطيكم من خيري …. هلموا
فأعطيكم من رحيقي … وتعطوني عسلآ مصفى …
فأنا في صفوف الأزهار واقفة هنا …

متى ستشرق عقول أفكار فاهمة …
وسحائب الأشواق بالحب ممطرة …
وللأوردة والنباتات مداعبة حانية …
ونرسم من الورد أطهر وأسمى مراتب الحب …
ونرى خيوط الشمس ممزوجة بالدفئ …
وتهمس بكلمات بها حياء للأرواح …
متى سنقتل تلكـ الأشواكـ والمفاهيم و تكون سمادا (اجلكم الله )
تخرج منه زهرآت جديدة .. جميلة

متى نأخذ بأوراق قد سقطت …
ونكون أيدي حانيه محتضنه لمن سقط …
ونجعل من أنفسنا حضانة للورد …
حضانة تحافظ عليها على مر الفصول …
نحميها من برد الشتاء القاتل …
ننعشها بنسمات الربيع المنعشة …
ومن الحرارة والعطش نرويها …
ولأوراقها نكون مجددين كفصل الخريف وأحسن …

ويكون كبيرنا ظلا لنا لا علينا …
ومن المكاره يحمينا وعن الشمس الحارة بظله يخفينا …
متى نرى من يضحي بنفسه لأجل وردة !
وردة يراها هي أجمل منه ويضع أماله عليها …
وتنشأ وردتنا حاملة القوة بصمودها …
والجمال بفكرها … والعلو بأخلاقها …
متى نرى أشواكا جديدة !
أشواكا نفاعة لا ضاره !
أشواكا تحمي الورود من أيدي العابثين …

وعندما نرى ( وسنرى ) الكل مكمل لغيره …
ونرى الجمال يشع إشعاعا يضاهي نور الشمس …
ونرى الأوراق قد صححت …
والمفاهيم استنارت …
والسماء قد امطرت …
والطيور غردت …
والنفوس ابتهجت …
والحكاية قد طبقت …
عندها ….
عندها ….
عندها ……..
~ { ستـغنـي الزهــور } ~